تــحــيــة..

سـيـكون طـرقـاً على عـتـبـات الـقـلب حضوركـم...
فـأهـمـسوا بوجـد .. فـما مـعـكم لديّ مـثـله.. وينشطر به..

فــتــنــة

فــتــنــة

الجمعة، 27 أغسطس 2010

من أكـون .. ؟ ( أخرى لـ رامـا ) !!






عيناكِ لا تخبراني من أكون..!!


وأنا ما عدت أعرف أي سلالة تنتمي إليها عذاباتي..وأي زرقة طبعت لون عينان ترسمينهما في مذكراتك كل ليلة..


ولا شعري العاشق أكتشف يوماً مشطاً غير أصابعك النحيلة تغمسينها فيه فيصبح كأمواج بحر ساكن..

كل مرة أسند فيها رأسي أوسط أحضانك تهدهدينني كطفل صغير..ضائع وخائف تماماً..

وشفتي الكرز تنسجان من زفيرك أغاني حب وهوى لا يفهمها سواي..ولست مستعداً لأعلمها لأحد أبداً..



وأبخل فيك أنا..أستأثر بقدك المائل عن مدارك العالم..أحصرك في زجاجة شفافة..تتقلبين فيها كالأميرة أمام عيني..ألاحق بها تنقلات جنبيك عن سطح الزجاجة..ورأسك يرتخي على وسائد حريرية تمنيت لو أن كتفي بنعومتها..


وأرقبك تختالين بذاك الحذاء الفاخر حاملاً ساقاً من فضة..تمشين..وخلف كل خطوة تنبت أزهار أقحوان وتتفجر ينابيع عذبة تحت مواطئ كعبي حذاءك العالي..



وأنا عاشق لكل الأشياء الجميلة في الحياة..لأنها كلّها منسوجة منك..وحدك فقط من يستطيع صنع الروعة في عيني..
 أويمكنك صنع أعجوبة أخرى يا حبيبتي؟!!..


إذاً فأصنعي مني تحفة طينية نادرة.. أعجنيني بماء دلالك.. وأضربي بي مواجع هجرك حتى يشتد عودي.. ثم احنيني كيفما شئت..الوي أطرافي وأدخلي الرأس في القدم وأغمسي السبابة بالعين..اصنعيني على هواك حبيبتي..



المهم أكون أنا صنعتك أنتِ وحدك..



وأعرف -على الأقل- في عينيك من أكون..




الخميس، 17 يونيو 2010

يـا قـهـوة رامـا ..






ربما كان علي أن أعرف أن كل تلك القسوة في عينيكِ بسببي أنا..
وأن كبريائك يمنعك من أن تعترفي أنك لأجلي صنعتِ كوب قهوة في صباحك الماطر يوم عدت إليك..
وأنك لم تضعيها على منضدتي سهواً..وتتصنعين الغضب لأجل أن من أحببتِ إرتشفها بلذة..

 وأنا كنت مغفلاً كبيراً..أفرح بسرعة لرؤية كل الأشياء التي تعرف أصابعك أكثر مني..
ولمساتك الطاغية الأنوثة تزرع الزهور على الأرائك وتمسّد الستائر برائحتك العطرة..
وتذوب أطرافي كلّما تمدد جسدي على سرير لم تمسّه غير أناملك..رتبته حين غبت زمناً آسف لأجله بشدة..

 كاذب كبير أنا حين أدّعيت أن صباحاتي في بلدي كانت جميلة جداً..
وأن هواء بارداً حمله نهر التايمز إلي تمكن من تخلل أجزاء روحي وأنعشها..
لإنها مخنوقة منذ اللحظة التي ودعت فيها عينيك على أرض المطار..ولم تستعد أنفاسها إلا على كوب القهوة ذاك..
أنتِ وطني وحسب..فلا تنخدعي أكثر بقسوتي التي أبادلك إياها..

 وتعتزلني إعتذاراتي.. تتبرأ مني لأجل أن قسوة عينيكِ لم تلِن أبداً..
وأن إنتحابكِ المكتوم خلف باب غرفتك المقفله لم ينقطع عن قرع أذني..
فيؤلمني ذالك الذنب:
.." لم تفعلين هذا؟!.."
وأنت غير عابئة بذلك التذلل المكسور أمامك..أم أنني لم أتذلل بعد وأنا ظنّي أن كرامتي أهدرت على عتبة بابك؟!..
تباً لكرامات الحب كيف أبقتني بعيداً عنك وأدارتك ظهراً صلباً لرضوخي..
لا تحاولين أبداً أن تذللي صعاب حبك..ولا أنا أفكر بالمجازفة..
وأضلّ أعتقد أنني بذلت جهداً لأحبك أكثر..
وأنا لم أزد على أن أحنيت عيني إلي عينيكِ فأختلط الأزرق بالأسود..وهاج سكون الليل إعصاراً..

OoOoOoOoOoO


الليلة..لم يعد لحقيبتي من داع لأن تُفتَح..
أحسبني عائد للموت مرة أخرى..
والحياة تبعد عني مسافة حائط واحد..
حائط كبير جداً...وأكثر علوّاً من أن يقاومه كبرياء رجل..




آسف حبيبتي..
كوب قهوتك لذيذ جداً..
لكنني لم أكمله بعد..





الأربعاء، 9 يونيو 2010

الـزهـرة الأولـى -- ( من أدهم إلى راما )





.."وإفاقة الصباح على عينيها له طعم آخر"..


لطالما كانت هذه الجملة المبجّلة لا تسقط عن لساني نهار أيامي معها..كأنها تعويذة الحظ بحبها ووجودها قربي..
كل شيء منها يضيء بزوايا جسدي الفارع كما لو كنت مشعل حب أدير العالم بنعيم قربها..لأستمر أحكي لأمي وجدتي أحلامي بها..عن أنني سأبني لعينيها قصر مرجان..وأخط لوجنتيها بلد من حب خاص بي وبها فقط..
وعبثها تلك الفاتنة يموج بتفاصيلي فيخلقني ثائراً يهيجني تطاير خصلات شعرها الداكن في السماء..وغمّازتيها الموشومتان على وجنتين من نحاس..وذقن أغريقي أصيل..
تبسط يدها الناعمة لتحتوي كل أشلائي المبعثرة في الهواء أمام فتنتها الصارخة بكل نساء العالم..أنها هي الأجمل..وحسب..
وقبائل غرورها العالي تهاجمني كل مرّة..فتستنزف آخر قواي لتتركني خائر القوى منهك العزيمة, ساقط المعاقل الأخيرة من كياني..
إلا أنها كريمة دوماً..تمنحني إبتسامة تشرق بحياتي كشمس الأصيل..خصوصاً حين يبلل شعرها المطر وهي تجر بيدي لأعبث معها تحت منحة السماء.... وتصرخ:
.."إلتقطها يا أدهم..إنها قطع من ذهب"..
وأنا لا أرى الذهب إلا في عينيها وفي إشتداد قبضة أصابعها الصغيرة على ذراعي...لكم أحبك..
وأتوق لأن أحتويها..أن أملاء برودتها في دفئي..أدلقها كأس عذباً في داخلي..وأشعل بسكونها الجليدي بركان حب..كي تبادلني ذلك الجنون..
وليت ذلك يحدث..


إلا أنها لعوب حقيقية..تعلم مقدار ما أنا تائه في هواها..فتستلذ إغاضتي حين تنادي:
.."أخي أدهم..تعاال إلى هنا"..
وأنا مهما أشتد بي غضبي إلا أنني أنقاد إلى تعاااال تلك..متبرءاً من كل كراماتي..ونابذاً عنادي مكاناً قصياً..
لأتبعها بشوق..
"ماذا هناك حبي؟!.."




ولازلت على إفاقة كل صباح..تطل علي بعينيها وشعرها يظلل الوجة الفاتن..
وأنا أردد تعويذتي الفاخرة..



.." وأفاقة الصباح على عينيها له طعم آخر"..




الأربعاء، 26 مايو 2010

أحـداقـ رجـلـ ..!



قبل أشواطاً زمنية من الآن أعتقدت أن شبحي يحتلّ قلب رجل..
وللوجع.. أكتشف أنني مسكونة برجل لا يشبه كل الرجال..

o0o0o0o0o0o0o0o0o


كان إنعكاس التفاصيل الدقيقة من المرايا أمامي يرزقني هبّه الغرور المتعاظم دقيقة بأخرى بين أفواه الجميلات..
الإنزلاقات الناعمة من زوايا الصورة تجعلها أكثر قسوة أمام طوفان العجب بالحب الإعجاب به..


الحبّ الذي جعلتني تلك الإنعكاسات أجده حقاً لي وحدي أتجرّع نتاج الألم بتجاهل معتمد لكل اولئك الذين أفضت بهم خيالاتهم ناحية ذات الصورة التي أعمت بصيرة تواضعي عن الأكل من ذات القصعة المملوءة حباً ووجعاً حتى فاضت حدودها عمّا بها..



اليوم فقط..
وأنا أترنّم بالبقايا من صوت أصالة في أذني..
" أرجوك علمني ما افعل في هواك.. قُل
ما عدت انا اعلم ما اريد منك.. وماتريد "
أصابتني تلك الرجفة الكهربائية التي إمتدّت من إصبع قدمي الصغير وحتى الأطراف البعيدة للجداول السوداء من رأسي..
للحظات.. توقّفت مدارك حسّي عن كل شيء بإستثناء صوت قرع الحطّاب الصغير الذي يضرب فأسه في غابة صدري..
يضرب.. يضرب.. وتهتزّ تحت مواضع الفأس مساحات جسدي بأكمله..
وتلك الحرارة تستشري في عروقي كالنار بدأت في تفتيت جدران الجليدية التي أحطت بها قبائل أعصابي ضدّ كل رجل يملك ملامحاً أسبانية كالمائل على الباب بإهمال أمامي..

تنتشر تلك القشعريرة الممزوجة مابين اللذّة والخوف من هذا الغازي بجرأة شديدة لسكون يومي المنتهي بصاعقة مدوية تتجسد في رجل يحمل في عينيه عناد قبيلة من مصارعي الثيران الهمج..

وبثقة تخفي جحيم التزعزع المحتلّ جسدي تابعت الخطو ناحية الجهة الأخرى من الطريق..
وتحت قدماي جنازير الرغبة في الإستسلام سقوطاً أمام المعقل الأول للوسامة في ملامح ذلك الأسمر..
مشيت.. أجرّ الخطوات وكأنما أنتزعها من رحم الأرض..تأبى إلا أن تسحبني للخضوع لتلك الإبتسامة المنحنية ببساطة وكأنها لا تعني شيئاً أو تفهمه..
تنحني .. ويتخلّى عني خط الإستواء في جسدي ليميل ناحية البراءة المدهونة بالموت والمحلّاه بجرعة مركّزة من الألم الذي عشقه الفرح نفسه..

ومع إندفاعي البطيء لذلك البعد الفارغ من الروعة الأسبانية كانت الشمس تضمر ببؤس .. والعصافير تنتحر على اطراف الشجر الميت للتو..
والطوابق الزجاجية تنهار واحده تلو الأخرى .. تعكس نوافذها صورة القتل الشنيع للوحة كانت - فيما لو إلتقى الأسبان بالغجر - ستعلّم النجم كيف يكون متوهجاً بسحر..


بعد الخطوة الثامنة والعشرون حزناً وألماً.. هاجمت جوارحي قبائل من الرغبة في الإلتفات ناحية مقصلة قلبي التي أتقن بفأسه الحطّاب نحر عنق الطبيعة فيه..
ولأن الحطّاب مذ عرفته وهو يتقلّد النازية في عنقه.. ذلّتني رغبته في التباهي بنحر القلب الأصغر على الحب.. والأسوأ مهارة في إتباع مجريات الطبيعة..

o0o0o0o0o0o0o0o0o
 
الآن.. تهمس الدقائق الأخيرة لي من الساعة الرابعة والعشرون على تدثري الترمّل الأسود في عيناي وعلى خريطة جبيني.. :
ألذيذة تجربة السكنى في أحداق رجل..؟



"لا وربي.."

الجمعة، 30 أبريل 2010

شـتـات لـوحـة








ضايقتها كثيراً أرجحة الهواء لما تدلّى على كتفيها..
للمرة الثانية تحاول لملمة الأشلاء المتناثرة من شعرها الأسود..وكالحصان الجامع تتمرد تلك الخصلة لتعود حيث الطبيعة تلامس المكشوف من كتفيها..


أمام اللوح الأبيض ترنحت وقفتها المائلة تعبيراً عن تضجرها قدميها من الوقوف الطويل بلا خطوة تقدم ناحية ما كان عليها أن تنجزه منذ أسبوعين مضيا.. وحتى هذه الليلة لا تمتلكها الفكرة للتعبير عمّا أقدمت عليه لحظة عجب..


الهواء البارد للساعة الثانية والنصف حمل إليها نسائم زيفرون.. تجولت كالأفكار العابثة في دماغها الصغير.. وبالسرعة التي دخلت فيها ولّت هاربة..
ولازالت تلك المراهقة تبلل الفرشاة بـ ( لا لون) ..وتخط على اللوح المستند رموزاً واهية كعجز عقلها عن الإمساك بفلول فكرة تأتي لتعاود الإختفاء بلذّة..


كان سهلاً عليها التخلّي عن الفرشاة المتعبة لتلامس الأجنحة الخفيفة من ستائر النافذة مفتوحة الذراعين لليلة صيف..
وما تبقى من أنفاسها طار ليلاحق رائحته التي أتت فجأة كالحلم الوديع..ثم تلاشت كالربيع المخنوق على حرارة صحراءها المتعبة..


ذاته صاحب الرائحة العطرة هو من حاولت خطّ تفاصيل وجهه الوسيم منذ أسبوعين..
ذات العينان العسليتان كانتا السبب في فشلها الكبير عن مواصلة الوقوف أمام رياح فقده المجتاحة بقوة منافذ شوقها إليه.. والذي لا يكاد يموت حتى يولد مجدداً وبشوقٍ أعنف لتقبيل المساحات الطاهرة من جبينه وكفيه..




ولأن الشوق يجتاحها إلى تحسس تفاصيله الباسمة.. أدركت أن من المستحيل أن تهتدي أصابعها إلى لمس زوايا الفرشاة بثقة بينما تغرق عيناها في لجّة من دمع غريب يكتسيها ويوهن عزماً توقدت فيه منذ دقيقتين أبتا إلا أن يختمهما السقوط في جبّ الإفتقاد...لرجل علمت يقيناً أن مامن يد يمكنها سدّ الفجوة في روحها عداه.. وأن لا أبّ يمكنه الرحيل دون أن يغمر الروح في وحل البكاء ..
حيث لا يمكن أن تشعل ما أطفأه رحيله شمعة..ولا ألف شمس..








 


** كُتِبَ في لحظة ضياع أدركتُ فيها أنني لن أجد ما أخط فيه سوى متنفس للإشتياق..
لأب رحل قبل أن يدرك كم أحبّه..


الأحد، 4 أبريل 2010

أجمل مرتين..



ربما يأتِيْنِي يومٌ اتذكّر..
وأعيد الفِكرَ فيكَ مرّتين..
وعلى صدْري تَذوبُ الحرّتين..
وعُيوني.. تَسْتدِر الدّمع حتى استَفيق..
واراكَ حُلُماً مُستَذكَراً..
بل واحْلَى مرّتين..





رُبما يأتِيْنِي يومٌ اتفكّر..
أتخيّلُ التَصاويرَ الجميلة..
واراكَ..كالحِكاياتُ الاصِيلة..
وتُطلّ الشَمس من عَينيكَ جَوْهَر..
وجْنَتيكْ.. عَسلٌ عَذبٌ مُكرّر..
ويَديكْ.. كَرمُ الأرضِ وأكثَر..




رُبما يا والدي..
أُسبغُ الدُنيا عَطاءاً وحَنينْ..
وألفُّ الأرضَ عَزماّ لا يَلين..
أرتَدي في مُقلتي سَطوةُ فارِس..
وعَلى كَتفي قُصور وحَوارِس..
والقَرار..
مُحكَم الأمرُ مَتين..



 بَيدَ إنّي يا فُؤادِي الحُرّ أبْكي فِي الظلام..
ويشقّ الليلَ عَزمِي والكَلام ..
وأعُودْ..
طِفلةً في مِحجَري أجملُ لُعبة..
وعُيونِي..
تَنطُق الخَوف و تَحكِي ألفُ رَهبة..
يَرجفُ البردَ كَيانِي..
ويهزّ الرِيح غُصني يَوم غُربَة..



 ذات مرّة ..
جَائني الحُلمُ الحَزين..
مُستكِيناً فِي بِساطٍ من حَنين..
يَفضَح خِصر المشاعِر..
يسْتدرّ الدَمع منِي والأنِين..
يُوقظ فيني خُيولَ الذكرَيات..
حِين ماتَت ثُم احياها الشُتات..
وأرَادْتني بُكاءاً مُؤرقاً حدّ المماتْ..






كُلّ ما في الأمرِ أنّي مُتعبه..
وعَلى رأسي الصَغير..
حِـمـلَ حُـلُـم ورَجاء..
أُمـنـيـات ٌ وبـَقـاء..
وتَراتيلٌ يُغطّيها الشَهيق..
لِتفاصِيل تَجلّت فِي فؤادِي كالرحِيق..
حِيث يأكُلني الفُراق .. كالحَريق..
وتَفرّ مني ذي الحِكاياتُ الجميلة..
والبُطولاتُ الأصيلة..
وحْدي أبقَى مُتعبه..




لأعودَ أسكُب جَسَدي..
فالأرضُ تَفهمُ سَهدي..
والكونُ يعرِف وجَدي..
إنّي فَقدّتُ سَيدي..
ووالدي..
وصانِعُ المَجدَ الألِيق..
صاحُب القَلب الرّقيق..
والتَفاصِيلُ الجَميلة..




رُبـّمـا..
يأتِينِي يَومٌ أتَذكّر..
أتَفكّر..
أرسُم تَفاصِيل الوَجهُ الوَسيم..
وأذوُب فيه عَلى الوَداع المرّ والفُقد الأليم..
أبْكي مَلامِحه التي ما غَادرت يَوماً خيالي..
وأراهُ كالحُلم الوديعُ على الليَالي..
يَبدو جَميلاً دَائماً..
والآنُ أجمَلُ مَرَتين..



الجمعة، 2 أبريل 2010

خداع أمنية



كل شيء يبدو مقرفاً ومقززاً حد الكراهية حين تخدعك الأمنية..
أحياناً تضن أن الأشراق يتخلل زوايا أحلامك الطرية الموشحة بشوق شقي..
أم أن ذاك الشقي هو الروح الذي تعلّق بأمنية ميتة؟..


ويرتجف بدنك حين تتخيل أنك كنت خدعة غبية ممزقة..
بينما تحاول كرامتك المعبوث بها بيد القدر أن تتبرأ من عارك فتنسب السبب للمسبب..
وهو لم يكن إلا أنت..


عذراً,..
هذا كل ما أردت أن تسمعه أذنا تلك الغبية العنيدة..
أو حتى تقرعه عيناها الكاذبتان بوهم الحقيقة..
ولتعلم..أن الكلمة التي أطلقتها عبثاً ذات يوم ولم تبالي..
دمّرت بجهلها حائط أمانيها المزيف..


عزيزتي..لا شيء سوى كبرياءك يفهمك..
فمن يعي خرافاتك الآن؟
ليس أنا..

هـوس مـؤلـم




 يُعاتِبُني على نَظري إليهِ..
ويَهجُرُني ورُوحِي في يَديهِ..


...




وكأن هوسُك المجنُون بحضُوري يَشرَعُ في فَتحِ أبوابِ النعيمُ لك..
فتستَطِيب اللحظة تَجمعُنا..وتَستشِف حُباً لم يكُن..
وتَغرقُ في أحلامِكَ تَرويِهَا لأُنثَى لم تَشاء تسمَع..ببيتٍ رِيِفي صَغير..ومائدةٍ بلونِ بشرةُ أطفالِنا..ومزرِعةٌ تحكِي طُمُوحُك المخدُوع..
وتضَل تَحكِي ولا أسمَع.. فحبيبَتُك غارقةٌ حتى الجَبين في هوىَ لسَت بسيدِه.. هائمةٌ في لِجةٌ من حبٍ سرِّي.. تُخفِيه ظُلُمةَ الليل ويسدِل عليهِ بوّابُ المزرعةِ بسترَه..
حيثُ اليأسَ يُخَالِجُني لِمجرَّدُ المقارنةُ بينكُما..
فأنتَ هادئٌ حالِم..تعشَقُ تمرُّدي الثائِر..وتَحلُم بترويضي يَوماً لَن يأَتي..
وهوَ..شيءٌ آخر..كُتلةٌ من عُنفُوان وقِسوةٌ مُبهَمه..جَحِيماً حِين يغضَب وأنهَارُ رِضى حِينمَا يُريد..


أتعرِف..يُؤلِمني أن أجرَح قلبُك الطاهِر..ويُشعِرُني بالعَار كُلما غَرستُ في وجهِكَ صَرخةُ غُرورٍ تَلتَهِمُهَا بإِبتِسامَتُك الخاضِعةُ لِقسوةِ قَلبي..
ولكنِني لا أِستِطيع.. فعِبءُ لِقائُك ثَقيلٌ عَلى أَن يَتحمَّلهُ قَلبٌ تعشقُه..
ومُواجَهتُك بالأمرِ أثقَل..
لكن هذهِ أَنا.. حبيبَتُك..
وقد عشِقتُ رجلاً آخر..

الأحد، 28 مارس 2010

على هـدى شـمـعة..



قال لي عشية رحيله:
أسمحي لطاقة الحب داخلك بالخروج..وأمنحي روحك الحرية التي تجهل..

***


لطالما أعتقدت أنه خلف كل هذه الثياب البسيطة واللحية المنطلقة كلهيب النار سراً عجيباً يجذبني إلى الإستماع لحديثه الذي يجد فيه والداي مخالفة قوانين المجتمع الراقي و معارضة لأحكام رهبان بلدتنا الموقرون..
وكأنني كنت أملك خيار نفسي..فمجرد أن يبداء بالحديث أفقد كل صلاتي بالعالم حولي وأهيم في عالم أرضه كف الكاهن المتراقصة أمامنا وسماءه لا لون لها إطلاقاً..وأدخل في حالة إنتشاء تنفي عني كينونة الحركة..
حيث يبدو القابعون على المقاعد الخشبية في المقهى القديم هائمون مثلي..منومون وغارقون في طوفان من طاقة مشتعلة تجعل أرواحنا تنطق بلغات العالم أجمع.. فحينما يقرع الجرس الصغير..يهتز الجالسون..ويبدأون في سرد حكاياتهم..وخيباتهم..
يحكون قصصاً عن حب ميت..أو حياة ملأها اليأس وذهبت بها قوانين الأرض منحىً غير الذي كانوا يرسمون..
يتلون قرآءات مبهمه وكأنها أخرجت من فوهة شيطان..وترتفع عضلات صدورهم بقوة كما لو كانوا يقاومون الموت نفسه..
وأنا بينهم شهيدة مثلهم.. أنتفض كطير صغير كلما أشتعلت فينا تلك الطاقة..وكلما ظهرت لنا خطايانا التي تأسرنا بحكم المجتمع..
وحينما ينتهي الإستعراض نقف نلملم بقايانا المتراكمة على خشبة المسرح..ونمسح بأكفنا العارية مكان جلسته العريضة نلتمس فيها بركة الروح التي أعادت الحياة إلينا..


أمام الباب الخلفي للمسرح..وقفت وأنا أستدعي الطاقة المبجلة لتدعمني وتعطيني الجرأة للمثول أمامه و البوح بما في نفسي..
دقائق قليلة وهيبة الكون تتمثل في الواقف أمامي بإبتسامتة الوقوره..
ترك لي الخيار في الدخول أو الوقوف على عتبة الباب معه ولكن روحي الثائرة لم تمهلني, لأتجاوز جسده النحيل مخترقة عرض الحجرة الدافئة..
مجرد أن نعمت بالجلوس قربه إنهالت من حنجرتي الصغيرة آلاف التساؤلات التي أحتبسها عقلي طويلاً..
لطالما كان صبوراً للإجابة على أسئلتي المتلاحقه..فعلى مدار العامين التاليين التي لحقا صحبتي معه كنت تلميذة لحوحه أتعقب الأسئلة من متاهات الحياة وأنتهزها من خلجات الروح التائهة فأوسمها بطابع الإستفهام ثم أرسلها إليه..حيث يفتحها ببطءٍ يقراء معه أفكاري ويبتسم طوال المدة التي أستغرِقها في سرد سؤالي عليه..يتنفس بعمق..يستحضر الطاقة..ثم يلقي على مسامعي جواباً مجليّاً يختصر دوائر الكون فيه ويكشف الغلاف العاكس أمام عيني لأبصر الحياة رائعة وحرة..وأتنفس الهواء بعبق الحب العظيم..


في الليلة السابقة للأمس منحني مباركة الوداع..وحفر على كتفي النقش الذي ورثه عن معلمه السابق..لأصبح أول امراءة ترتدي الثوب المهلهل نفسه..وأول كاهن يمتلك خصراً أهيف لم يُعِره إنتباهٌ أي أحد..






/
\
/
\




دعاء..

يارب ساعدنا لأستكشاف الحياة في دواخلنا..وألهمنا طاقة الحب العليا..وخذ بأيدينا لتحرير أرواحنا المحتجزه في أجسادنا..

آمـــيــــن

الثلاثاء، 23 مارس 2010

الـحـلوى الـ أدهـم ـيـة ..




حضارتُنا خُرافاتٌ من الأوهام محبوكة..
ونهضتنا أساطير بها الأستار مهتوكة..
فقصتنا كليل آفل القمر..
وصبح حافل باليأس في القدر..


 
ودمع هاوي الوجنات..
كنخر الدود في الأموات..
كرسم فاشل أدنى إلى التشويه في الحسنات..

 
وتسألني:
"علام الحب ياراما؟"
"علام هيامك الأعمى على من مات إكراما..
لطُهر الأرض..
من دنسٍ به أدمى مآقي الكون إجراما؟"

 
فتسبقني تفاهاتي..
تحيك حكاية العشق الذي أنساك مأساتي..
تزين عالم الفوضى بلوحاتي..
بشتلاتي..
بأزهارٍ على صندوقي الأصفر..
بطعم الماء في المتجر..
بلون الدم في الخنجر..
وترهاتي..

 
وتسألني:
" أيخرج قلبكِ نبضاً؟
أتبصر عينك شكلاً؟
أتسمع أذنكِ بوحاً خفيفاً مثل خنق الروح؟
أتوجس كفك دفئا هلامياً؟
أجيبيني أيا راما.."


 
وتخنقني متاهاتي..
تحصرني كطفل خائف باكي..
لتنثرني جزيئات مهشمة على كرسي آهاتي..
وأرثي عكس مرءآتي..

 

حكاياتي غدت حلواك يا أدهم !..
فلا أدري..خُطاكَ اليوم لا ترحم..
سوى أني على لحقٍ بها أُغرم..
وتتبعني..
ولا أفهم..
من المسبوق والسابق..
" مللت الخوف يا أدهم .."

 

كتبتك بعض همسات على ورق من القصدير..
أردتك من إنا الحب ترويني بلا تصدير..
ولكن أنت!!..
أحلت الحب مجزرة..
لتنثرني وتحويني..
تسترني وتغويني..
ولا ادري..
على خط النهاية من سيرقبني؟..
وأي مصير؟!



لمرءآتي..
سأغلق باب بتلاتي..
ولن أشرق..















الاثنين، 22 مارس 2010

عــرافـــة !!



أحكيني ثورة بركان..
أحكيني دولة طغيان..
أحكيني يا عرّافتنا تنيناً أحمر فتّان..
حورية بحر يعشقها غول تكرهه الغيلان..
أمرأة تتقد جحيماً كأميرة قصر النعمان..



أحكيني أنثى بغواني..
وتعيش على فيض قناني..
فاتنة يرسمها هاوٍ في لجة من لون قان..
دخان يترائى جسداً ممدوداً في سطح الخان..



ابنيني صرحاً من مرمر..
خطيني وطناً مستعمر..
عكازة شيخ ماضيه أحلام يتامى تتدمر..
وكأني آبه لخيالي أيان عنان يستأمر..



أرويني ألماً ممزوجاً بخليط من بوح صديق..
ورسالة جزر يحملها مد من بحر التلفيق..
أرويني كذباً مجاني..كهدية عيد التصديق..


لأعود أغني آلامي..



 

"ماذا يا سيد أحلامي" !!
أتتوق اليوم لإعدامي؟..
أتتوق لسخط يسرقني عبق التاريخ بأيامي؟..
أتتوق لفوضى تأخذني مجنوناً فوق الشطآن؟..
أتسير على هجري درباً موصولاً بدمار كياني؟..
وكأنك تنسى موعدنا..
تنسى فرقانك وبياني..
عاماً حبكته نشوتنا بخيوط جنونك وحناني..



خانتني الكلمة عرافه!!..
وبكتني لغة صرّافة..
ونسيت حكايات شقائي خطأً أو فرحاً بخرافة..



عذراً.. فغنائي يجهلني..
عفواً.. فنعاسي يطرقني..
سأعود فتاة نائمة تلتحف بغطاء قطني..




وأموت على الكف الأصغر..















× خــريــف ×






أليست أوراق الخريف رسائل أخرى لحب قد مضى؟!..

و نجهل أن قطرات الندى أحنت بتلات الأزهار لتخالط بقايا القهوة الجافة..
تحاول إنعاشها..إحيائها..والذوبان فيها علّ رائحة القهوة تستشفع فينا فنعترف بحنين أسقطناه بعقوق رحم..
ورميناه تحت شجرة آثرت الخريف على الحياة بدوننا..
فودّعت الكراسي..وودّعت أرضها المتيمة بنا..



ونحن..بشريان أكتسبا من صلابة الحديد قسوة في المشاعر..
فطبعت في إيماننا يأساً بالبعث..
وسلّمنا قيادنا للموت البارد..في شتاء ما بعد الخريف..




الجمعة، 19 مارس 2010

من أجـل عيـنـيـه..





ذكرت أن يوماً ما في تاريخي الآزل أحتجب القمر عني..وأن مهاترات الحب التي أتوق إليها بفعل أنوثتي الطاغية بنت سوراً من الفولاذ بيننا..
بينما أنا المنكسرة غالبَ كبريائي الإعتراف بالحزن..
وأدرت للقمر ظهراً صلباً على إستقامته وجه حرب عنيد..
وأستمريت أدفع خطاي للأمام..إلى الجهة التي تعارض حبي المأسور..
ورفضت أن أذرف دمعة واحدة..وأقسمت أن من تتمرد من بين عيناي وتتوق للحالة السلسة لأردمن سيولتها ببخار الغضب.
وأقتل فرحتها بالحرية اليائسة بمسحة من كف صلبة لا تعرف للحنو درباً..
ومضيت أمشي ولا أبالي..
أهدر جمالاً أنوثياً في أعين الدخلاء..
وأحيل خطو الحمام الراقص إلى ضربات قدمي محارب يتهرقل بقسوته..
أدوس بوادر إعجاب شقي تقافز من أعين إعتارها الخجل لجميلة لا تعرف الحب..
فأنثر بقبائل الشعر الأحمر لهيباً يتشعل من حب أخطأ دربه ليقع تحت أقدام غجرية متباهيه..
وأستمر هكذا..لاشيء يحاول المساس بشرف عنيد أدرته حول قلبي..
زاعمة أن للجبل مصيره كجبل..دون أن أذكر أن منها تنبع أطهر أنهار الأرض..
وتُسقي ولا تُغرق..






وبالأمس..الأمس القريب جداً..
داعبني هواء غريب..لذيذ وعذب جداً..
فتخلل في المسافات الصغيرة بين أحجار قلعتي التي غفلت يوماً عن تحصينها..
وأثار فوضى عجيبة..أحال فيها سكون الليل إلى دغدغة شمس خجول..
تعبث بهدوء على سطوح المباني القديمة في قلبي..
وتحيي حباً قد مات منذ أزل..
وأشرقت على عيناه..


فصباح اليوم هذا كان أروع من أكمل به مسيرتي العنيدة..
ومنحت روحي الثائرة قسطاً من الراحة كي تستكين على كفين من قطن..
أدارهما القدر تحت وجنتي هذا الصباح لتسرّب برودة منعشة من تحت غطائي الثقيل الدافيء..


من قال أن الشتاء ليس زمن الحب؟


وأن أزهار الجوي تموت فيه فلا يجد معشوقي ما ينثر به على وسادتي غير ثلج من هوى؟
لأن عيناه اليوم أشعلتا في قلبي شعلة من حنين لأبواب مؤصدة منذ زمن..
وبت أعود للخطو خلفاً..
أدفع قدماي التي جرت قبل أن أدفعها..
وأنا في عجب..فقد أعتقد أن ثقلها تنؤ به الأرض حينما عاكست الطريق..
لكنها كانت تعرف أكثر مني أن لاملجاء لي سوى هنا..
والأشياء كلما أرتفعت لأعلى زاد ثقلها هماً..
لأنها تنؤ بعداً عن الجاذبية..
وأنؤ أنا عن مصيري في أرض القمر..




الآن..
لاشيء يوقف هذا الطوفان في قدري..
شكراً له..
ولعيناه..


حـب في الصـقـيع




الحديث ذو شجون..



إلا إننا حين نلتقي نلتحف ببعضنا..نستمد من تلاحم كتفينا دفئاً يسري المشاعر..ونقتل برودة الجو بفيض من حكوات العشاق..
وأمام كل عاصفة صغيرة تُخلل انفاسها الباردة في المساحة الفاصلة بين عنقينا تشتد قبضة أصابعنا وكأننا نوصد منافذها الصغيرة في وجه الريح..
ويطوِّح البخار المتصاعد من تجاويف شفاهنا المضللة بزرقة ثلجية جنود الهواء الغازي بجرأة دفئنا الحامي..


ونضل لا نحكي عن سواه..
عن دورنا الموجوع في إتقانه..عن تجاربنا الفاشلة في إستكشاف معنى له أسمى مما تخون به خواصُّنا الخاسرة..

فكلانا فاشلان..محبطان..مترعان ببقايا من أنفاس أصحابها الذين قتلتهم أنانيتنا وعجرفتنا في البحث عن الحرية والأنسياب خلف سلسلة من الوهم المعتم بقوتنا الفاخره..


كلانا مجرمان قد عرفنا أن الأرض محورها تحت أقدامنا..وأن الجمال الساكن في الجسدين قادر على إذابة جبال من الكبرياء والكرامة وصهرها في قوالب مكعبة كأطنان من الذهب نكدِّسها في خزائننا المتخمة بدموع أصحاب القلوب الساكنة فيها..


ولا زلنا نكابر أمام الجميع..لا أنا ولا هو نادمين لما جرى..هي حياتنا التي نعزف ولا نعرف..وكما يقول كل مرة حين يزجرنا والدنا لتمادينا في إشقاء العالم :" لم أرغمها على أن تحبني"..وأوافقه على هذا..عدا أن لا أحد يفهمه كأنا..ولا أحد يجرؤ على مواساتي كهو..




وككل ليلة..حين يلتحف الظلام بيتنا الصغير..أستل قدميَّ من فراشهما وأسرق الخطوات بخفية إلى الفناء حيث يرقبني..نسند ظهرينا ونسلّم الريح خصلات الشعر التي شابهت أختها..ثم يسألني السؤال نفسه بداية كل أمسية:

" أحدثَ وأن وقعتِ يوماً في الحب؟!"


أتنفس الهواء البارد بزمجرة متأوه..
ويجترنا الحديث..بلا شجون..




ونبقى..شقيين..وأرديا للحب معنى..






شـطّ الـهـوى..!



حكاياتنا عثراتُ أطفالٍ على شطِ الهوى..
وشموعَ يُشعلها الأمل..
تخبوُ أذا هبَّ الضياءَ وتضيُّ في درب السماءَ معنى الخجل..
وتعودُ تحكي قصتيِ الهيجاءُ كالفجرِ البعيد..
كقلائدٌ هندية.. ومذاهبٌ صوفية..
ونقوشَ حناءٍ بلون الماس ..

خُجلى تكونُ صغيرتي حين اللقاء..
وتذوبُ في كفي كما يحنو الجليد على الهواء..


***


أوَتعرفون..
كيف الوداعُ يكون موجوعَ الفؤاد؟..
أوَتبصرون..
خطواتُ بدويُّ يكللهُ الغرام.. ويزيدهُ شؤماً كما ليلُ السُهاد؟..


***
لعيونَ عُزى تحملُ الأمَ الرضيع..
ولقلبها يبكي شروقَ الشمسِ في فصلِ الربيع..
وكأنها معنىَ الوجود.. أو قصةُ الفتحَ الكبير خلفَ الجبل..


***


أمي هناكَ تخيط ُلي نجمُ السماءِ قلائدً فضية..
وتحيكُ من لونِ الشفق.. ثوباً هلالياً كما يومُ الوعود..
ويذوبُ في خصريِ سلاسلَ من مطر..
لأعودَ مثل أميرةٌ في ليلةِ الجَلاء..
أو عاشقاً يُخفي جُنونهُ تحتَ أثوابِ النِساء..
وأكون أنا ساكناً هناك.. تحت سقف مدينتي..
لأنتظرُ العروس..


جريرة الخـطـيـئة يا ريتا..!!







يحكى أنه ذات ليلة إستجمعت شجاعتي الخاملة زمناً طويلاً..وطفقت أسحب الخطى إلى داره متجاهلة كل الأشياء السيئة التي أمضيت في نسجها عنه دهراً..والتي حكيت للآخرين فيها عن مقدار تفننه في إرتكابها بوقاحة في عرض الآخرين..



وأنا أبتلع ريقي الذي جف من فرط خوفي من بطشه..إذا أن غضبه كما يقال لا يُحتمل..خصوصاً وإن كنت سأسبغ في أذنيه كلاماً كذاك الذي أحمله في داخلي له..عالمة بيقين أن غفرانه بات مستحيلاً في حين إستفحل الكذب مني وغدا ككرة بركانية تقصف في ماضيه الفاخر لتحوله إلى أشياء مرعبة تعمّد إرتكابها لإشباع رغبات شيطانية دنيئة..والدناءة كلها لم تكن إلا في كذباتي الناخرة في جميل فضائله..

وأصابعي شكت للحظة في مصداقية عزمي بتكفير ذاك الذنب..وأن رأسي الصغير يحمل في داخله سماً يعاجلني لإنهاء حياتي على عتبة ذاك الباب..إلا إنها تشجعت ببقايا من صرامتي الحديثة لتضرب الباب بقسوة الخوف وتأنيب الضمير الميت داخلي..




..ثلاث طرقات وأعود..


هذا ما ظننته حول عذر يمكنني تقمصه في حكاية إعتذاري المقصود حين يكتشف أن الفتاة الأرق في الوجود هي ذاتها التي دمرت فخره العريض بقسوة جندي نازي حتى الصميم... الطرقة الثالثة عقبتها ثلاث ثوان من الإنتظار قبل أن أدير عرض ظهري المضطرب للباب للحظات قليلة قبل أن تستقيم إنحناة ظهري الخجولة على قبضة يد قاسية..أعادت لرجف الخوف في قلبي دوياً عظيماً..






-" هـيــه..من أنت؟!.."


لم أرغب قط بالإلتفات ..بدا الصوت مليئاً بجنانز الموت..والأصابع الحديدية تخترق الكتف النحيل وكأنها تبحث عن الذهب في داخله..


( قيل لي قبل زمن طويل أن تلك الأصابع مفرطة في الرقة وهي تخلل ذواتها في الشعر المعتلي روؤس الأطفال المنتمون للميتم بجوار بيته..وأن الكف التي تحملها قوية كفاية لتسند عجائز الحي عبوراً للطريق العسر وسط القرية)






-"لاتبدو فقيراً تسأل..ما تريد يافتى؟!.."


هدأت قسوة أصابعه التي إرتفعت لتربت على رأسي وقد تيقن أن صاحب هذا الجسد الصغير لا يقدر على إيذاء شعرة من رأسه البعيد..


كان جيد جداً إعتقاده بصبيانيتي لأجل تلك الوشايات التي صدقتها من فرط ما أطلقتها..لكنه سيئاً أيضاً لضعف إحتمال فكرة الهرب من أمامه ويده لازالت على قمة رأسي تلف أصابعها الطويلة عليه وتديره تدريجياً لينظر للوجة البائس بخجل مستعر...


-"أنتِ؟!.."


لم أحب أبداً صدمة المعرفة في عينيه وهو يجيل نظرة طولاً وعرضاً في الوجه الملتحف بوجنتين ساخنتين وقد طوقته عمامة تخفي الشعر الطويل..وثياب عريضة كفاية لتخفي تشكيلات الأنوثة في الجسد الصغير أمامه..


كان تردده فضيعاً ومفهوماً في رغبته الشديدة لحمايتي من هكذا مظهر أمام عابري الطريق الواسعة , وبين خجلة الممزوج خوفاً من فكرة إغلاق باب البيت الفارغ علينا وحدنا..


إستغلالية أنا بشكل جيد..لأن تردده كان باب مفتوحاً بفرصة وحيدة لأقول ما بداخلي.. وطفقت بلا هوادة أطلق ما بداخلي من بركان ندم أحرقني لأيام كلما أنجبتي قريحتي السوداء كذبة جديدة تشوه وجهه الوسيم..علّقت عيني في الأرض وأنا أتحدث خشية من تخيل اللكمة العريضة التي ستدور في الهواء لتقع على قمة رأسي..فحديثي يبدو سيئاً جداً مقارنة بخيالاتي حول تلك اللكمة المنصفة في حقي..والظالمة في حق لطافته الشديدة..






حين إنتهيت من سرد وقائع وقاحتي على أذنيه تناهى إلى سمعي شبح ضحكة خفيفة دفعتني لأرفع عيني للفم المنحني لأعلى بإغراء شديد..


-"قلت كل هذا الكلام بنفس واحد!!...ألم يعلموك تقطيع الكلام في المدرسة؟!.."






كانت في داخلي تنهدة إرتياح مملوءة عجباً لقدرته على السخرية في موقف كهذا..ولاح لي طيف أمل في غفرانه الذي أريد..لعلّ ذلك يفتح لي فرصة لإمتلاك قلبه الطاهر..


وكأنه فهم مابداخلي فترجمه إلى تنهدة مسموعة أطارت خيالات قلبي بعيداً..وأثارت تموجات معدتي ألماً وشوقاً لعينيه المعلقتان بلطافة في عيني كاذبة تطمع حالياً بإستئثار حب من كريم الأصل المرتكز على الباب بإهمال..


-"أفهم من هذا أنك تريدين الغفران حبي؟!..سامحتك..فعودي إلى المنزل قبل أن يفتقدك أحد هناك.."






بدا الأمر وكأنه جزء من مسرحية لشكسبير..أن ينطق الحاكم بالعفو عن الجاني..أن تمتلك المجرم رغبة ثائرة لقبيل كريم الأصل بين عينيه..وأن تستدير الأنثى لرغباتها..


كلها إقتبسها شكسبير بترجمة مثالية من إستدارتي العاجلة للهرب من خيالات لكمة أخشى أن تكون واقعاً لحلم الغفران الكبير.. وعلى بعد خطوتين تناهى إلى سمعي ذات الصوت العميق الذي منحني مباركة العفو يسأل..


-"لم فعلتِ بي هذا؟!"..


الإجابة على هذا السوأل أسوأ بكثير من الذنب نفسه..إلا أنني خشيت من عودة تلك اللكمة لرأسي الموجوس وهو يجري بي هرباً..


-" لأني أحبك.."










----------






هذه الليلة لم يعد هناك ما يحكى..فمقعدي المهترئ ملّ من سماع هذه الحكاية..لأقفز منه على عجل حين فتح ذلك الوسيم الباب بقسوة كعادته كل ليلة حين يعود متأخراً يجاهرني بخياناته المتكررة لي مذ سلمني له والدي عروساً قبل عامين من الآن..


وعلى لقيا عينيه الناعستين بتعب أبتلع الألم والكبرياء في سوألي المملوء وجعاً هذه الليلة..


-" لم تفعل بي هذا؟!.."


ليطفو شبح إبتسامة ساخرة على سطح الشفتان المثيرتان بجنون..


-"لأني أحبك.."














أشــقــيــاء !




وأجَري إليَك..

فـخلفِي جُموعٌ مِن الأشـقـياء..

وعينِي دموعٌ وبعضُ رجاء..

وخوفٌ شَديد..

تأصّل في العظمِ حدَّ البقاء..


 وأهفُو إلى إحتِضان الخيال..

وطيفُك فيه ..

يُداعبُ شَوقي..

يُراقِصُ حلمي..

وَيرسِم في شفتيّ كلاماً..

وبعضُ أحتيال..

 


مَضيت أجرّ الأمَانيَ خلفي..

وأرقصُ وحدي ..

على شاطئ من بقايا لقاءٍ قديم عتيد..

وفي رئتي..

نقوشٌ لعطر لمِستهُ يوم إنتسابيي إليك..

وطيفُ الغرامِ على شفتيك..

يُغازل عشقي..

ويغرِس كالزهرِ شوقي إليك..





زمانٌ مضى وإستطال الغياب..

ووجهُك حُلمٌ يجيءُ كثيراً..

وغمازتيك..

تُثير أشتياقي وبعضُ عتاب..

لأهفو إليك..

أعانق صدراً.. وبعض ضباب..


 
***

 
وأجري إليك..

فخلفي جموعٌ من الأشقياء..

وقلبي ستارٌ كما الأتقياء..

وعيني دموع..

وجسدي إرتجاف..

فقد طال فيك أعتكاف الشتاء..