ذكرت أن يوماً ما في تاريخي الآزل أحتجب القمر عني..وأن مهاترات الحب التي أتوق إليها بفعل أنوثتي الطاغية بنت سوراً من الفولاذ بيننا..
بينما أنا المنكسرة غالبَ كبريائي الإعتراف بالحزن..
وأدرت للقمر ظهراً صلباً على إستقامته وجه حرب عنيد..
وأستمريت أدفع خطاي للأمام..إلى الجهة التي تعارض حبي المأسور..
ورفضت أن أذرف دمعة واحدة..وأقسمت أن من تتمرد من بين عيناي وتتوق للحالة السلسة لأردمن سيولتها ببخار الغضب.
وأقتل فرحتها بالحرية اليائسة بمسحة من كف صلبة لا تعرف للحنو درباً..
ومضيت أمشي ولا أبالي..
أهدر جمالاً أنوثياً في أعين الدخلاء..
وأحيل خطو الحمام الراقص إلى ضربات قدمي محارب يتهرقل بقسوته..
أدوس بوادر إعجاب شقي تقافز من أعين إعتارها الخجل لجميلة لا تعرف الحب..
فأنثر بقبائل الشعر الأحمر لهيباً يتشعل من حب أخطأ دربه ليقع تحت أقدام غجرية متباهيه..
وأستمر هكذا..لاشيء يحاول المساس بشرف عنيد أدرته حول قلبي..
زاعمة أن للجبل مصيره كجبل..دون أن أذكر أن منها تنبع أطهر أنهار الأرض..
وتُسقي ولا تُغرق..
وبالأمس..الأمس القريب جداً..
داعبني هواء غريب..لذيذ وعذب جداً..
فتخلل في المسافات الصغيرة بين أحجار قلعتي التي غفلت يوماً عن تحصينها..
وأثار فوضى عجيبة..أحال فيها سكون الليل إلى دغدغة شمس خجول..
تعبث بهدوء على سطوح المباني القديمة في قلبي..
وتحيي حباً قد مات منذ أزل..
وأشرقت على عيناه..
فصباح اليوم هذا كان أروع من أكمل به مسيرتي العنيدة..
ومنحت روحي الثائرة قسطاً من الراحة كي تستكين على كفين من قطن..
أدارهما القدر تحت وجنتي هذا الصباح لتسرّب برودة منعشة من تحت غطائي الثقيل الدافيء..
من قال أن الشتاء ليس زمن الحب؟
وأن أزهار الجوي تموت فيه فلا يجد معشوقي ما ينثر به على وسادتي غير ثلج من هوى؟
لأن عيناه اليوم أشعلتا في قلبي شعلة من حنين لأبواب مؤصدة منذ زمن..
وبت أعود للخطو خلفاً..
أدفع قدماي التي جرت قبل أن أدفعها..
وأنا في عجب..فقد أعتقد أن ثقلها تنؤ به الأرض حينما عاكست الطريق..
لكنها كانت تعرف أكثر مني أن لاملجاء لي سوى هنا..
والأشياء كلما أرتفعت لأعلى زاد ثقلها هماً..
لأنها تنؤ بعداً عن الجاذبية..
وأنؤ أنا عن مصيري في أرض القمر..
الآن..
لاشيء يوقف هذا الطوفان في قدري..
شكراً له..
ولعيناه..