تــحــيــة..

سـيـكون طـرقـاً على عـتـبـات الـقـلب حضوركـم...
فـأهـمـسوا بوجـد .. فـما مـعـكم لديّ مـثـله.. وينشطر به..

فــتــنــة

فــتــنــة

الجمعة، 19 مارس 2010

الـثـلاثـاء يا صـيـدا..!



هي ليلة الثلاثاء..والمدرج الرخامي الذي الف وقع حذائي الرزين على أرضه الزجاجية بات في شوق لذاك الكعب العالي..إعتادني كل غروب شمس أثنين..تزحف معي حقيبتي الخفيفة يملأها الشوق كأنا لذلك المنتظر في المدرج الآخر..

على بعد ثلاثة آلاف ميل..ينتظر مني جزءاً يفتقدني حد الجنون..والعينان اليائستان تشرقان هذه الليلة فقط..يعلم أن حبه قادم..وأن تلك المشبعة غروراً حادثته قبل ساعات " أنا قادمة..أشتقت إليك أيها اللعين"

فيضطهدني إرتجاج المقعد الجلدي تحتي..وكأنه يعلم بإرتجاف ذلك الجسد فيمتهن اللعب على الأعصاب نكداً..


وأنا..يخيفني شوق إليك كل أسبوع..وإستباقي الأحد للأثنين..فأحمل حقيبتي التي تعج برائحتك..وأرتدي عقداً ورثته من أمك لتطوق به العنق الأرق في وجودك..وأدعي برجاء.."يارب..أجعل فيه قسوة أحبها"..
عدا أنني أجدك رقيقاً كل مرة..تحتضن جسد زوجتك بهدؤ..وتهمس في أذنها "أحبك" ..فيرتفع العنق الملتف بحبك كبرياءً "أعلم.."..



فأمسي أحادث عيناك الممتلئتان عشقاً للمائلة على الأريكة أمامك..تعبث في أدق خواصّي فترسمها مركبات عجيبة كتلك المادة التي تمتهن تدريسها ولم تفهمها قط..
ويداك تتخللان قبائل الشعر المرفوع لأعلى..وكأنه يتمرد على رغبتك في الإنزلاق على نعومته..فيشابه قلب سيدته كبرياء وعجباً..



تقاتلك مشاعرك المضطربة في إسعادي..فلا تدري أي مسرح يجيد إحتوائنا بحنان أكبر..فالأريكة الدافئة تملأك رعباً من أن يأكلني الضجر فأغادر أرضك قبل شروق الشمس..وبعدها..من يحي فرحتك المقتولة يا وسيم؟..

بيد أنني لم أنوي أن أتركك مطلقاً..أختطف بقايا أنفاسك بسرية خشية أن تعلم أنني متيمة بهوى سيدي..وأن رغبتي في البقاء معك تتجاوز عرض ساحل المدينة..عدا أنك ضعيف دائماً..رقيق جداً..وحبك خائف للغاية..


كل نهارٍ أستيقظ به بجوارك أعلم فيه أن وداعك حان..وأن هذه الإبتسامة المتدرجة على وجهك النائم ستفقدني لأسبوع..فأكره إفسادها وأسحب قدمي بهدؤ يكتنفه التثاقل علّ قوتي تخذلني فأعود للإلتحاف بك مرة أخرى..ولا أستطيع..
فأخرج حقيبتي أدس فيها خفائف ما حملت..وأمسح عن وجهي طيف شغف إعتراه على خجل..



وتصطادني على عتبة الباب..


"ذاهبة؟!.."

 
"نعم.."

ويكتسيك يأس وثق أنه لا أمل في البقاء معاً أكثر..فتذبل عيناك التي اهوى..وتصمت بضعف..
وأنا أتثاقل تجاوز العتبة..أأمل بيأس آخر أن تظهر قسوتك التي أحلم..
فتمسك بي..تشدني إليك..وتهمس.."لن تذهبي اليوم"
عدا أن لا شيء من هذا يحدث..فأستقل سيارة الأجرة التي تمنيت أن أخذل سائقا يوماً على مدخل بيتنا..
وأرفع الأجفان متثاقلة لذلك البائس المطل من أعلى..فيجردني الأمل..ولا آبه..


الليلة..كان علي أن أطرق بالحذاء نفسه الأرض الصلبة..لكن التذكرة الأخيرة قطعتها قبل أسبوع.
حين زرت المقبرة لأطل على الجسد نفسه الذي أحب..
ومع إختلاف المكان..لم تختلف النتيجة..
بقيت أتمنى البقاء معك أكثر..وبقيت لا تجرؤ على إيقافي أبداً..

ليست هناك تعليقات: