تــحــيــة..

سـيـكون طـرقـاً على عـتـبـات الـقـلب حضوركـم...
فـأهـمـسوا بوجـد .. فـما مـعـكم لديّ مـثـله.. وينشطر به..

فــتــنــة

فــتــنــة

الجمعة، 19 مارس 2010

ذات القـوائـم الـسـود !!





-أقدّر لك كل ذلك..لكن....



-لكن ماذا ريتا؟!..لم أعد أحتمل أكثر من هذا..أريدك حقاً..
oOoOoOoOoOoOo


ألم يكن بإمكان مأساة الحب أن تجافيني هذه الإجازة؟!..تباً..إنها خمسة أيام فقط أستأثر بها لنفسي وروحي راحة تنعشني..وسيدي أسمر الذقن لم يمنح لي هذه الفرصة مطلقاً..


أكره كثيراً أن تفشل مخططاتي..كل ماحملته حقيبتي الصفراء هو قميص نوم صغير وعدّة زينتي..لم أفكر مطلقاً بإحتمالية حاجتي للدفتر الأسود الصغير ولا إلى قائمتي الطويلة..


أعلم تماماً أن حظي سيئاً..لكنه ليس بذاك السوء كي يفاجئني تلك الليلة..حين وقفت أمام المرآة أزيل بقايا الكحل الأزرق من عينيّ وقد إنزلق على جسمي قميص الحرير ذاك..ومرآتي صادقة بإخلاص حين أعطتني في إنعكاسها إنطباعاً عن أنني لم أعد وحدي وأن رائحة عطر رجالي تتخلل النسمات القليلة في غرفتي مخترقة خصلات شعري الثائرة أصلاً لوجوده اللامبالي في حيزي الخاص..
إستكملت إزالة زينتي وأنا أحاول إحتباس حرارة أنفاسي خشية أن تلوث مرآتي فتنعدم ما تبقى من قدرتي على الرؤية بعدما غشت عيني لجّة من دمع غريب..
صمته الغارق في البؤس عاجلني لأنهي الدقائق الثلاث من سدّه لذاك الباب على إلتفاتة تدّعي قسوة لم أكن أريدها بذاك القدر الذي ظهر على وجه لم يكمل إنهاء زينته بعد..
-لاتبدين جميلة جداً بعين واحدة غير ذات كحل عزيزتي...


كان ذلك صوته الدافي الممزوج بسخرية مصطنعة وكأنه يبرر وجودة في مكان لا يجب أن يحتويه..وإن رغب كلانا بذاك الإحتواء..
إلتحفت بالصمت وأنا أعلم أن لا شيء يثير حرجه أكثر من إطباق شفتي الكرز..وقلّبت عيناي في وجهه الممتعض خجلاً وطرفي عينيه يسابقان أصابعه على الإرتجاف وكأنهما يعزفان أوبرا سريعة على أبواب قلبي النابض بشدّة في عروق عنقي المرتفع كبرياء وعجباً..
لكم أحبه..وتفاصيله الفاتنة تموج في داخلي فتجعلني أذوب فيها على مساحة ستة أقدام بيننا.. متناسية أن حجم الغرفة أكبر من ذلك وكأنها تخلّت عن فراغاتها لتطبق علينا وحدنا فتدفعنا إلى بعضنا بسرعة تلك الرغبة فينا إلينا..
تحدث كثيراً..وأنا أتلقى دفعات من هواء عجيب يزاد قوة كلما أطبقت شفتيه على بعضهما ونبرة صوته تختلط في ضوضاء لم أسمعها حين طاردت عيناي يديه المهتزتان بقوة تلك الدفعات أيضاً..


-...... وعليك أن تعلمي أن كل ذلك من أجلك أنتِ فقط..


كانت هذه النبرة الدافئة الوحيدة التي إنتبهت إليها من حديثه الطويل حين لمعت عيناه بشيء أعرفه جيداً وأعرف مقدار خصوصيته لي..وأن ذلك الحب منه لم يكن زيفاً يوحي إلي بوجوب الفكاك من أسر أحبه كثيراً..
ومع ذلك إحتجت لأن أعرف كل ذاك الذي حدث من أجلي فقط والذي أستحققت بأن أظفر لأجله بحب أسمر فاخر مثله..


-أقدّر ذلك حقاً...لكن...


كنت حقاً أريد أن أعرف تلك الأشياء دون أن يعلم أن تفاصيل وجهه الوسيم خلبت لبي في لحظة كان يجب علي فيها أن أكون فتاة جيدة وأحسن الإستماع إليه..


عدا أن سيدي غبي جداً..أحمق بتفوق عال ليعاجلني بغضب أستحقه..
-لكن ماذا ريتا؟!.. لم يعد بإمكاني إحتمال ذلك أكثر.. أرغب بك حقا..



أليس الطيور على أشكالها تقع؟!..هذا أنا وحبيبي الغبي..إذ جاوزته غباءاً حين تجاهلت حجم الحب في داخلي لعينيه وأكتفيت بـ( لم أعد أحتمل أكثر)..
وخوفي لإفتقاد ذاك الذي لم يعد يحتمل أكثر إستحال غضباً أحمقاً..لأحرق كل شيء بسخرية مكابر..



- لم تعد تحتمل!!!...أعذرني عزيزي..أنت لا تعرف معنى للحب


مهما كان يفعل كان يثيرني..حتى إستدارة فمه المصدومة من جوابي الأخير كانت تدفعني للإلتصاق بها..إلا أنني أدرت له ظهراً صلباً..
وأكملت إزالة الكحل من عيني حين خرج ببؤس..
-الآن..لم يعد بإستطاعته قول أنني لست جميلة جداً




وفي العتمة..
أخرجت قائمتي الطويلة..
لأرسم بالكحل الأسود العريض خطاً يخفي الأسم السابع منها..










ليست هناك تعليقات: