تــحــيــة..

سـيـكون طـرقـاً على عـتـبـات الـقـلب حضوركـم...
فـأهـمـسوا بوجـد .. فـما مـعـكم لديّ مـثـله.. وينشطر به..

فــتــنــة

فــتــنــة

الجمعة، 30 أبريل 2010

شـتـات لـوحـة








ضايقتها كثيراً أرجحة الهواء لما تدلّى على كتفيها..
للمرة الثانية تحاول لملمة الأشلاء المتناثرة من شعرها الأسود..وكالحصان الجامع تتمرد تلك الخصلة لتعود حيث الطبيعة تلامس المكشوف من كتفيها..


أمام اللوح الأبيض ترنحت وقفتها المائلة تعبيراً عن تضجرها قدميها من الوقوف الطويل بلا خطوة تقدم ناحية ما كان عليها أن تنجزه منذ أسبوعين مضيا.. وحتى هذه الليلة لا تمتلكها الفكرة للتعبير عمّا أقدمت عليه لحظة عجب..


الهواء البارد للساعة الثانية والنصف حمل إليها نسائم زيفرون.. تجولت كالأفكار العابثة في دماغها الصغير.. وبالسرعة التي دخلت فيها ولّت هاربة..
ولازالت تلك المراهقة تبلل الفرشاة بـ ( لا لون) ..وتخط على اللوح المستند رموزاً واهية كعجز عقلها عن الإمساك بفلول فكرة تأتي لتعاود الإختفاء بلذّة..


كان سهلاً عليها التخلّي عن الفرشاة المتعبة لتلامس الأجنحة الخفيفة من ستائر النافذة مفتوحة الذراعين لليلة صيف..
وما تبقى من أنفاسها طار ليلاحق رائحته التي أتت فجأة كالحلم الوديع..ثم تلاشت كالربيع المخنوق على حرارة صحراءها المتعبة..


ذاته صاحب الرائحة العطرة هو من حاولت خطّ تفاصيل وجهه الوسيم منذ أسبوعين..
ذات العينان العسليتان كانتا السبب في فشلها الكبير عن مواصلة الوقوف أمام رياح فقده المجتاحة بقوة منافذ شوقها إليه.. والذي لا يكاد يموت حتى يولد مجدداً وبشوقٍ أعنف لتقبيل المساحات الطاهرة من جبينه وكفيه..




ولأن الشوق يجتاحها إلى تحسس تفاصيله الباسمة.. أدركت أن من المستحيل أن تهتدي أصابعها إلى لمس زوايا الفرشاة بثقة بينما تغرق عيناها في لجّة من دمع غريب يكتسيها ويوهن عزماً توقدت فيه منذ دقيقتين أبتا إلا أن يختمهما السقوط في جبّ الإفتقاد...لرجل علمت يقيناً أن مامن يد يمكنها سدّ الفجوة في روحها عداه.. وأن لا أبّ يمكنه الرحيل دون أن يغمر الروح في وحل البكاء ..
حيث لا يمكن أن تشعل ما أطفأه رحيله شمعة..ولا ألف شمس..








 


** كُتِبَ في لحظة ضياع أدركتُ فيها أنني لن أجد ما أخط فيه سوى متنفس للإشتياق..
لأب رحل قبل أن يدرك كم أحبّه..