تــحــيــة..

سـيـكون طـرقـاً على عـتـبـات الـقـلب حضوركـم...
فـأهـمـسوا بوجـد .. فـما مـعـكم لديّ مـثـله.. وينشطر به..

فــتــنــة

فــتــنــة

الأحد، 28 مارس 2010

على هـدى شـمـعة..



قال لي عشية رحيله:
أسمحي لطاقة الحب داخلك بالخروج..وأمنحي روحك الحرية التي تجهل..

***


لطالما أعتقدت أنه خلف كل هذه الثياب البسيطة واللحية المنطلقة كلهيب النار سراً عجيباً يجذبني إلى الإستماع لحديثه الذي يجد فيه والداي مخالفة قوانين المجتمع الراقي و معارضة لأحكام رهبان بلدتنا الموقرون..
وكأنني كنت أملك خيار نفسي..فمجرد أن يبداء بالحديث أفقد كل صلاتي بالعالم حولي وأهيم في عالم أرضه كف الكاهن المتراقصة أمامنا وسماءه لا لون لها إطلاقاً..وأدخل في حالة إنتشاء تنفي عني كينونة الحركة..
حيث يبدو القابعون على المقاعد الخشبية في المقهى القديم هائمون مثلي..منومون وغارقون في طوفان من طاقة مشتعلة تجعل أرواحنا تنطق بلغات العالم أجمع.. فحينما يقرع الجرس الصغير..يهتز الجالسون..ويبدأون في سرد حكاياتهم..وخيباتهم..
يحكون قصصاً عن حب ميت..أو حياة ملأها اليأس وذهبت بها قوانين الأرض منحىً غير الذي كانوا يرسمون..
يتلون قرآءات مبهمه وكأنها أخرجت من فوهة شيطان..وترتفع عضلات صدورهم بقوة كما لو كانوا يقاومون الموت نفسه..
وأنا بينهم شهيدة مثلهم.. أنتفض كطير صغير كلما أشتعلت فينا تلك الطاقة..وكلما ظهرت لنا خطايانا التي تأسرنا بحكم المجتمع..
وحينما ينتهي الإستعراض نقف نلملم بقايانا المتراكمة على خشبة المسرح..ونمسح بأكفنا العارية مكان جلسته العريضة نلتمس فيها بركة الروح التي أعادت الحياة إلينا..


أمام الباب الخلفي للمسرح..وقفت وأنا أستدعي الطاقة المبجلة لتدعمني وتعطيني الجرأة للمثول أمامه و البوح بما في نفسي..
دقائق قليلة وهيبة الكون تتمثل في الواقف أمامي بإبتسامتة الوقوره..
ترك لي الخيار في الدخول أو الوقوف على عتبة الباب معه ولكن روحي الثائرة لم تمهلني, لأتجاوز جسده النحيل مخترقة عرض الحجرة الدافئة..
مجرد أن نعمت بالجلوس قربه إنهالت من حنجرتي الصغيرة آلاف التساؤلات التي أحتبسها عقلي طويلاً..
لطالما كان صبوراً للإجابة على أسئلتي المتلاحقه..فعلى مدار العامين التاليين التي لحقا صحبتي معه كنت تلميذة لحوحه أتعقب الأسئلة من متاهات الحياة وأنتهزها من خلجات الروح التائهة فأوسمها بطابع الإستفهام ثم أرسلها إليه..حيث يفتحها ببطءٍ يقراء معه أفكاري ويبتسم طوال المدة التي أستغرِقها في سرد سؤالي عليه..يتنفس بعمق..يستحضر الطاقة..ثم يلقي على مسامعي جواباً مجليّاً يختصر دوائر الكون فيه ويكشف الغلاف العاكس أمام عيني لأبصر الحياة رائعة وحرة..وأتنفس الهواء بعبق الحب العظيم..


في الليلة السابقة للأمس منحني مباركة الوداع..وحفر على كتفي النقش الذي ورثه عن معلمه السابق..لأصبح أول امراءة ترتدي الثوب المهلهل نفسه..وأول كاهن يمتلك خصراً أهيف لم يُعِره إنتباهٌ أي أحد..






/
\
/
\




دعاء..

يارب ساعدنا لأستكشاف الحياة في دواخلنا..وألهمنا طاقة الحب العليا..وخذ بأيدينا لتحرير أرواحنا المحتجزه في أجسادنا..

آمـــيــــن

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

لكلماتك سحر المطر
ولعباراتك عبق النيلوفر
ولأحرفك جمال لا يشابه شيء

شكراً لكِ يا راقية يارائعة يا جميلة...تمتعت عيني بهذه القراءة


أماني

ريــتــا يقول...

تعرفين أنني ماكتبت إلا لعلمي بأن عيناً أحبها تقرأني هنا..

وعينيك أجمل بكثير مما كتبت يا حلوتي..

شكراً أماني..

غير معرف يقول...

كم طاب لي دفء حرفكِ وكم تلذذت بكلماتك ريتا...


تقبلي تحياتي

ابو سلطان

ريــتــا يقول...

شرف لي ذلك الإعجاب بالحرف يا أبو سلطان..